لن نقول: أتعبتنا معك!
2017-03-05
بقلم : سعادة ضرار بالهول الفلاسي
سأسأل مرة أخرى: ما سر هذا الرجل؟، تغريدة واحدة يبحث فيها عن «صنّاع الأمل»، أصبحت حديث العالم بأسره خلال أقل من يوم، ولم تبقَ وسيلة إعلام مطبوعة أو إلكترونية في عالمنا العربي، إلا وكتبت عنها، كم من الأمل بثّ هذا الرجل العملاق في نفوس العرب خلال ساعات؟.
الواقع أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، لم يعد في نظر ملايين العرب مجرد حاكم أو مسؤول في دولة شقيقة، وإنما رمز للحاكم الأنموذج، والمسؤول الأمل الذي ينظر إليه الناس، ويتمنون أن يكون هو حاكمهم، أو على الأقل أن يتعلم حكامهم منه، فهو الحاكم الذي يلاقي آمال شعبه في منتصف الطريق، ويعمل بكل جرأة وتصميم واقتدار على تحقيق طموحات أمته، دون أن يترك وراءه إلا الخير والنجاح والسعادة في بلاده، وحيثما حل.
لذلك، كان طبيعياً أن تتلقف النفوس اللهفى، رسالة سموه في البحث عن صناع الأمل العرب، بكل ما في تلك النفوس من شوق حقيقي للأمل، ومن يستطيع أن يسبر أغوار النفوس، مثل الشاعر الفارس والحاكم المثقف «محمد بن راشد»؟.
وعلى عكس ما فهم البعض، لم يكن سموه يعلن عن وظيفة عادية، ولا كان يغري أصحاب المواهب بالمال، ليكشفوا عن أنفسهم، ولا كان يضرب بالمستحيل، حين وضع شرط السن من 5 إلى 95 سنة، لكنه كان يستفز التفكير الجمعي العربي، لكي نقدم أصحاب المبادرات القادرين على العطاء والبذل، ولكي تعترف لهم مجتمعاتهم التي خدموها بالفضل، قبل أن يعترف بهم صاحب السمو.
والذين يستغربون ما ورد في الإعلان عن سن الخمس سنوات لصناعة الأمل، يبدو أنهم لم يشاهدوا ذلك الطفل الجزائري ابن السبع سنوات، وهو يقف أمام صاحب السمو في تحدي القراءة العربي، ويبهر العالم في كلام عربي مبين، لا يقدر عليه خريجو جامعات، وهل يوجد بعد ذلك من يشك في إمكانات الأطفال؟.
وفكرة البحث عن «صنّاع الأمل»، استمرار طبيعي لمبادرات صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رعاه الله، وقد تعوّدنا من سموه الإيمان بالإنسان العربي، وبقدراته، وكل ما يحصل اليوم، هو أن سموه قرر التوسع على مستوى الأمة العربية، وليس دولة الإمارات وإمارة دبي وحدهما.
أما عني، فلن أقول كما يقول البعض: أتعبتنا معك، أو أتعبت من بعدك، فنحن ننظر إليك باعتبارك القائد القدوة، ونتعلم منك، ونسير على خطاك، لأنه في مدرسة «محمد بن راشد»، لا مكان للمُتعَبين، ولكن نقول: سر بنا، فنحن منك نتعلم كيف ننتصر على التحديات، وكيف نغرس الأمل في النفوس؟.
نعم، سر بنا يا سيدي «محمد بن راشد»، يا «ويه الأمل».