اليوم الوطني ... إشراقة أمل



2020-11-29

في الثاني من ديسمبر من كل عام، يكون الشعب الإماراتي، على موعد مع حدث تاريخي كبير، ليس كغيره من الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية، ولا سيما في العصر الحديث، ألا وهو ذكرى قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي كان نتاج عمل وطني مخلص وجاد قام به حكام الإمارات العربية المتحدة قبل انبثاق فجر الإتحاد، وعلى رأسهم القائد الراحل والملهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.

تاريخ من ذهب

وفي هذا العام تقترب بلادنا الحبيبة من يوم ذي دلالة هامة، تستعد من بعده للاحتفال بيوبيل الإتحاد الذهبي، الذي دشن بداية مسيرتنا الحضارية الكبيرة، وأسس لعملية التنمية المستدامة التي تشهدها الإمارات العربية المتحدة، على جميع الصعد وعلى كل المستويات كم يبدو حري بنا أن نتوقف عند المعاني الكبيرة التي حملها قيام الإتحاد، والآثار الإيجابية الكبيرة التي تركها على الشعب الإماراتي خاصة، وعلى المنطقة العربية عامة، باعتباره يمثل أنصع تجربة وحدوية في العصر العربي الحديث.

إرادة من حديد

والحقيقة التي لابد من الإهتمام بها في هذه العجالة، لما لها من أهمية، ومدلولات كبيرة، هو أن هذا الإتحاد الذي انبثق فجره في الثاني من ديسمبر لعام 1971 م من القرن الماضي، إنما كان ترجمة حقيقية لإرادة قيادتنا التاريخية، وإيمان الرجال الحقيقيون الذين ساهموا في وضع حجر الأساس لهذا البنيان الشاهق، وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، القائد الاستثنائي، الذي مثل بقيمه وفكره المستنير والمستشرف للمستقبل، والمتميز بإنسانيته ووطنيته، أيقونة هذا العطاء الحضاري الكبير الذي أذهل القريب والبعيد، وكان أنموذجاً نادراً ليس في المنطقة وحسب، وإنما على المستوى الإقليمي والعالمي أيضاً، كما أنه جعل من دولة الإمارات العربية المتحدة، مثالاً يحتذى به، نتج عن هذا الإتحاد دولة حضارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، دولة باتت محط اهتمام واحترام العالم بأسره.

واحة التسامح والسلام

وعلى الرغم من أن هناك الكثير مما يمكن الحديث عنه في هذا النهوض الحضاري اللافت، والذي اختصر الزمن بشكل قياسي، إلا أن ما يدعو إلى الاهتمام هو تلك المبادئ الأخلاقية والإنسانية الكبيرة التي قامت عليها دولة الإمارات، والتي شكلت مع الزمن هويتها أمام العالم، وأثبتت الإمارات أن الحضارة ليست البناء والمصانع وحسب وإنما هي الإهتمام بالإنسان وتوفير سبل العيش الكريم له، في مناخ آمن تسوده قيم التسامح والتعايش السلمي، ولا أدل على ذلك أكثر من المجتمع الإماراتي الذي يحوي أبناء أكثر من مئتي جنسية يتعايشون باحترام وتسامح، في ظل دولة القانون والعدالة، التي تمثلها دولة الإمارات خير تمثيل، والتي أدركت أن الاستثمار في الإنسان يبقى الإستثمار الأنجح دائما، وأن الحضارة الحقيقية هي التي تحمل رسائل أخلاقية لابد منها لبناء مستقبل زاهر، ولعل هذا ما جعل من دولة الإمارات العربية المتحدة، حتى غدت واحة حقيقية، تقوم ببنيانها على التسامح والتعايش السلمي، وأصبحت بكل جدارة قبلة الملايين من البشر، الحالمين ببناء مستقبل زاهر لهم وتحقيق أحلامهم في مناخ إنساني وبيئة معطاء.
واليوم ونحن نقترب من هذه المناسبة الرائدة، لابد لنا من الإنحناء شكراً وتقديراً لهذه الهامات الكبيرة التي أسهمت في مسيرة التنمية والبناء، وترسيخ ثقافة الابداع الاستباقية في مسيرة الدولة والتي جعلتها بمقدمة دول العالم في التنافسية على مختلف الأصعدة .

إنجازات عظيمة وتنمية مستدامة

فهذه الإنجازات العظيمة وهذه المسيرة الطويلة من التنمية المستدامة ماكانت لتحصل لولا الرؤية الواعية والمتبصرة، والتي تنظر بعين استشراف المستقبل، وتعمل بكل جد وإخلاص استعداداً لهذا المستقبل الذي تتطلع إليه مشرقاً، وذلك من خلال بناء الأجيال الوطنية الواعية التي يناط بها إكمال مسيرة العطاء هذه.

تجديد الولاء

والحقيقة التي لابد من التوقف عندها بإمعان هي أن الإحتفال بقيام دولة الإمارات العربية المتحدة مناسبة رائعة لتجديد الولاء والانتماء لهذا الوطن الكريم، وتأكيد ثقة الشعب الإماراتي بقيادته الوطنية الحكيمة، التي استطاعت بإرادة من حديد أن تنقل الإمارات إلى فضاءات مبهرة من التألق والعطاء، ونقلت بفضل عزيمة أبناء الشعب الإماراتي، أن تصل بالبلاد حتى المريخ، واستطاعت بفضل من تمتلكه من رؤية وطنية سليمة ومخلصة ترجمة طموحات الأجيال القادمة، وتحديد ملامح المستقبل عبر تطوير الخطط والمشاريع الكبيرة والمتنورة، والتفكير ليل نهار من أجل أن يكون القادم أفضل لأبناء الإمارات واستدامة التنمية للأجيال المقبلة.


الوفاء صفة شعب الإمارات

وبهذه المناسبة يبدو من الوفاء تقديم كل الشكر لقيادتنا الحكيمة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإلى جميع حكام الإمارات والشعب الإماراتي الشجاع الذي أثبت جدارته في كل الميادين، ولا ننسى أيضاً بهذه المناسبة تقديم التحية لشهداء الوطن الذي ضحوا بأرواحهم لأجله فكانوا النجوم التي تنير سماءه، والتاريخ الذي يضيء الطريق للأجيال القادمة.